القنيطرة: تلوث هوائي خانق يهدد صحة الساكنة
تعاني ساكنة مدينة القنيطرة من تلوث هوائي بلغ مستويات مقلقة، ما يسبب معاناة مستمرة للمواطنين في مختلف أحياء المدينة.
فقد أصبحت رائحة الهواء خانقة، خاصة في ساعات الليل، حيث تتسلل الغازات السامة من المصانع ومطرح النفايات والمحطة الحرارية، محاصرة المدينة بسحب من الدخان الأسود الذي يشكل تهديدًا حقيقيًا للصحة العامة.
وتستغل هذه الغارات البيئية الصامتة ظلام الليل لتكثيف انبعاثاتها الضارة، ما يجعل التنفس في المدينة أمرًا شاقًا. ومع بزوغ الفجر، تستيقظ المدينة على رائحة كريهة تخنق الأنفاس، بينما يتجه الأطفال إلى مدارسهم والبالغون إلى أعمالهم وهم محاطون بالغازات السامة التي تنتشر في الأجواء.
القنيطرة، التي تقع على ضفاف نهر سبو وبالقرب من البحر، تعاني من تراكم الضباب الذي يحبس الغازات السامة ويزيد من تأثيراتها الضارة.
ومع تزايد الأمراض التنفسية مثل الربو والحساسية، يواجه سكان المدينة تحديات صحية متزايدة جراء هذا التلوث المستمر.
وقد أثارت هذه المشكلة غضب السكان، الذين يعبرون عن معاناتهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مطالبين بتحرك عاجل من المسؤولين للحد من التلوث وتحسين نوعية الهواء.
كما أظهرت تحاليل مخبرية سابقة أن مستويات المواد السامة في الهواء، مثل ثاني أكسيد الكبريت، قد ارتفعت بشكل ملحوظ.
ورغم إصدار المرسوم الجديد 2.23.244 في مارس من هذا العام، الذي يهدف إلى تحسين جودة الهواء، فإن الأوضاع لم تتغير بشكل ملموس في القنيطرة، مما يزيد من معاناة السكان الذين يواصلون العيش في بيئة ملوثة تهدد صحتهم وحياتهم اليومية.