
المغرب يتصدر قائمة مستوردي الشاي الصيني في إفريقيا
في مؤشر جديد يؤكد مكانة المغرب كأكبر سوق للشاي الصيني في القارة الإفريقية، كشفت بيانات رسمية صادرة عن الإدارة العامة للجمارك الصينية أن المملكة استوردت ما يقارب 48 مليون دولار من الشاي الأخضر الصيني خلال الشهرين الأولين من عام 2025 فقط. هذه الأرقام القياسية تمثل استمراراً للاتجاه التصاعدي في استهلاك المغرب للشاي الصيني، الذي أصبح سلعة استراتيجية في السوق المحلية.
وتظهر البيانات التفصيلية أن المغرب لم يكتف بالصدارة الإفريقية في استيراد الشاي خلال 2025، بل حافظ أيضاً على مركزه كأكبر مستورد في القارة خلال النصف الأول من عام 2024، حيث تصدر قائمة تضم كلاً من غانا وموريتانيا والسنغال والجزائر. ويشكل الشاي الأخضر ما يزيد عن 99% من إجمالي صادرات الصين الشايوية إلى إفريقيا، والتي بلغت 108 آلاف طن خلال الفترة ذاتها.
ويعكس هذا الأداء استمرار النمو المطرد في الطلب المغربي على الشاي الصيني، خاصة بعد أن سجلت المملكة في عام 2023 رقماً قياسياً جديداً باستيراد 59 ألف طن من الشاي الصيني، بقيمة إجمالية ناهزت 190 مليون دولار. وتكشف تحليلات التجارة أن الشاي الأخضر يحتفظ بنصيب الأسد في الواردات المغربية من الصين، حيث يشكل أكثر من 99% من إجمالي الشاي المستورد.
وعلى مستوى التوزيع الجغرافي للمصادر الصينية، تتصدر مقاطعة تشجيانغ الصينية قائمة المناطق المصدرة للشاي إلى المغرب، تليها في الأهمية مقاطعات هوبي وهونان وآنهوي وغويتشو. هذا التوزيع يعكس تنوعاً في مصادر التوريد يسهم في استقرار السوق المغربية.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه الأرقام تأتي في سياق تحولات كبيرة تشهدها سوق الشاي العالمية، حيث تعزز الصين موقعها كلاعب رئيسي في تصدير الشاي الأخضر، بينما يحافظ المغرب على تقاليده العريقة في استهلاك هذه المادة التي أصبحت جزءاً لا يتجزأ من الثقافة اليومية للمغاربة.
ويبقى السؤال المطروح هو مدى قدرة هذا النمو الكبير في الاستيراد على الاستمرار في ظل التقلبات الاقتصادية العالمية، وما إذا كان المغرب سيسعى إلى تنويع مصادره أو تعزيز إنتاجه المحلي من الشاي في المستقبل المنظور.