برلمانيون يناقشون استيراد النفايات: تنمية للصناعة أم تهديد للبيئة؟
ناقش عدد من النواب البرلمانيين في جلسة عمومية عقدت الخميس الماضي، موضوع استيراد النفايات من الخارج، حيث أثير جدل واسع حول هذا الملف، الذي يبرز بين اعتباره أداة لتنمية الصناعة الوطنية وبين التحذير من تأثيراته البيئية.
في سياق الجلسة، دافع عدد من النواب عن استيراد النفايات، مؤكدين أنها تعد عنصرًا مهمًا في تحفيز الصناعة الوطنية. حيث اعتبر النائب خالد حاتيمي، عضو حزب الأصالة والمعاصرة، أن الاقتصاد المغربي منفتح على العالم، وأن بناء صناعة وطنية قوية لا يجب أن يعتمد فقط على السياسات الجمركية، بل يجب أن يكون قائمًا على الاستثمار في القطاعات المختلفة، بالإضافة إلى اليد العاملة المؤهلة.
من جانبه، اعتبر النائب الحسين بن الطيب أن استيراد النفايات المطاطية يمثل مشروعًا كبيرًا وفرصة حقيقية، مشيرًا إلى الحاجة المتزايدة للشركات المغربية لهذه المواد، التي تُستخدم في الصناعات المحلية مثل إعادة تدوير العجلات المطاطية.
وفي المقابل، قدم إدريس السنتيسي، رئيس الفريق الحركي، تعديلًا يقترح فرض رسم استيراد بنسبة 40% على النفايات البلاستيكية والحديدية والعجلات المطاطية الممزقة. السنتيسي أكد أن هذا التعديل يهدف إلى رفع الضريبة على هذه المواد لتشجيع الحفاظ على النفايات المحلية، مما يسهم في تقليل الاعتماد على الاستيراد ويحمي البيئة في الوقت ذاته.
أما عبد الله بوانو، النائب عن حزب العدالة والتنمية، فقد شدد على ضرورة التفريق بين استيراد العجلات المطاطية الممزقة التي تستخدم في التصنيع وبين العجلات الجديدة، داعيًا إلى التركيز على تثمين النفايات المحلية وتحفيز الصناعات البيئية المستدامة.
و يعكس الجدل حول استيراد النفايات التحديات الكبيرة التي تواجه السياسات الاقتصادية والبيئية في المغرب، في ظل السعي لتحقيق تنمية صناعية مستدامة دون التأثير سلبًا على البيئة.