![](https://1mintv.ma/wp-content/uploads/2025/01/12-2.jpg)
50 مليون واقٍ ذكري.. كيف تحول إلى سلاح للمقاومة؟
في عام 2009، وضمن برامج المساعدات الإنسانية، قامت الولايات المتحدة بإرسال حوالي 50 مليون واقٍ ذكري إلى الأراضي الفلسطينية. جاءت هذه الخطوة ضمن جهود تعزيز برامج تنظيم الأسرة والصحة الجنسية في المناطق الفلسطينية. لكن، وعلى عكس الغرض الأساسي من هذه المساعدات، استُخدمت الشحنة بشكل مبتكر وغير تقليدي.
في قطاع غزة، الذي يعاني من حصار مشدد وظروف معيشية صعبة، لجأ الفلسطينيون إلى تحويل هذه الواقيات الذكرية إلى أدوات ضمن أنشطتهم الاحتجاجية. مع اندلاع مسيرات العودة الكبرى في عام 2018، شهد القطاع استخدام الواقيات الذكرية كجزء من وسيلة جديدة للمقاومة. تم ملء الواقيات بغاز الهيليوم وربطها بمواد مشتعلة أو عبوات ناسفة خفيفة، لتحويلها إلى بالونات حارقة أُطلقت نحو المناطق الإسرائيلية المحاذية للقطاع.
بالونات بسيطة.. لكنها فعّالة
أثارت هذه الوسيلة البدائية قلق السلطات الإسرائيلية، إذ تسببت في إشعال حرائق واسعة في الأراضي الزراعية والغابات، ما أدى إلى خسائر مادية كبيرة.
ورغم بساطة الوسيلة، فإن فعاليتها كانت واضحة، مما دفع الجيش الإسرائيلي إلى اتخاذ تدابير متعددة لمحاولة التصدي لها، وشملت هذه التدابير استخدام طائرات مسيّرة لاعتراض البالونات في الجو، واستهداف المجموعات التي تطلقها.
ابتكار في وجه الحصار
يُظهر هذا الاستخدام المبتكر للواقيات الذكرية مدى قدرة الفلسطينيين على التكيف مع مواردهم المحدودة، حيث تحوّلت أدوات صحية بسيطة إلى رموز مقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي. وقد فرضت السلطات الإسرائيلية قيودًا إضافية على دخول غاز الهيليوم إلى قطاع غزة، في محاولة للحد من استخدام هذه البالونات.
ماذا وراء هذا التحول؟
يجسد هذا التحول في استخدام المساعدات الإنسانية الإبداع الفلسطيني في مواجهة التحديات اليومية. فبينما كانت الواقيات الذكرية تهدف في الأصل إلى تحديد النسل، أصبحت رمزًا للمقاومة الشعبية ضد الاحتلال.
من الجدير بالذكر أن هذه الواقعة أثارت اهتمامًا عالميًا وتساؤلات حول فعالية سياسات المساعدات في مناطق النزاع، ومدى استعداد الشعوب المحاصرة لاستغلال أي وسيلة متاحة للتعبير عن مطالبها وتحقيق أهدافها.