
الجزائر تسعى لترميم قصر تلمسان بالزليج المغربي
في ظل الجدل الذي أثارته الأوساط الجزائرية بعد إعلان الاتحاد الإفريقي لكرة القدم عن شعار البطولة القارية المقررة نهاية العام في المغرب، والذي تضمن زخارف من الزليج المغربي، حاولت الجزائر جذب أكثر من 350 عاملاً متخصصاً في فن الزليج من المغرب. وفقاً للناشط عصام العزيزي، توصلت القنصلية الجزائرية في وجدة إلى اتفاق مع وسطاء متخصصين في قطاع البناء للبحث عن حرفيين مغاربة مهرة في صناعة الزليج، وذلك لنقلهم للعمل في الجزائر مقابل مبالغ مالية كبيرة.
وكشف ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي أن الجزائر، عبر قنصليتها في وجدة، تعتزم التعاقد مع حرفيين مغاربة لترميم قصر المشور في تلمسان، بالإضافة إلى تزيين بعض المنشآت العامة بالزليج المغربي. ولتنفيذ هذه العملية، أنشأت الجزائر شركة متخصصة في أعمال البناء مقرها باريس، ستقوم بتوقيع عقود عمل مع الحرفيين المغاربة براتب شهري يصل إلى 1500 يورو، مع توفير خدمات النقل والإقامة والإعاشة، وفقاً لما أورده العزيزي.
وأضاف المصدر نفسه أن الجزائر تبحث أيضاً عن عمال مغاربة في مجالات أخرى مثل النقش على الخشب والخياطة وغيرها من الحرف التقليدية التي يتميز بها المغرب، بهدف نقل هذا التراث إلى الجزائر. وقد خصصت الرئاسة الجزائرية مبالغ مالية كبيرة لهذه العملية، التي يُشرف عليها الرئيس عبد المجيد تبون شخصياً.
وحذر الناشط نفسه من المحاولات الجزائرية المتكررة لاستغلال التراث المغربي، داعياً الحرفيين والصناع المغاربة إلى عدم المشاركة في أي مشاريع ترميم أو تجميل للمباني الجزائرية، واصفاً هذه الخطوة بمحاولة لسرقة التراث المغربي. وأكد أن الوطنية لا يمكن أن تباع أو تشترى، ولا يمكن تقييمها بثمن.
يذكر أن الجزائر سبق أن تعاقدت مع حرفيين مغاربة لترميم قصر المشور في تلمسان بأمر مباشر من الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة. كما استعانت بحرفيين مغاربة في مجال النقش على الخشب والجبص لبناء المسجد الكبير في الجزائر العاصمة. ومع ذلك، تتهم الجزائر المغرب بمحاولة الاستيلاء على تراثها، في حين أن المجتمع الدولي يعترف بتميز التراث المغربي وأصالته.